التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٣٦٧
وهما لغتان. وقوله " أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " اخبار منه تعالى بأن من وصفهم ملازمون للنار خالدون فيها غير زائل عنهم عذابها. قال أبو عبيدة " قطعا من الليل " وهو بعض الليل تقول اتيته لقطع من الليل اي ساعة من الليل، وقطع واقطاع. وقال أبو علي: القطع الجزء من الليل الذي فيه ظلمة. فأما قوله " مظلما " إذا أجريته على (قطع) فيحتمل نصبه وجهين: أحدهما - أن يكون صفة من القطع وهو أحسن، لأنه على قياس قوله " وهذا كتاب أنزلناه مبارك " (1) وصف الكتاب بالمفرد بعد ما وصفه بالجملة واجراه على النكرة. والثاني - يجوز أن يكون حالا من الذكر الذي في الظرف. ومن قرأ " قطعا " لم يكن مظلما صفة ل‍ (قطع) ولا حالا من الذكر الذي في قوله " من الليل " ولكن يكون حالا من الليل المظلم فلما حذف الألف واللام نصب على ا لحال.
قوله تعالى:
ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون (28) آية اخبر تعالى في هذه الآية أنه يوم يحشر الخلائق أجمعين. والحشر هو الجمع من كل أوب إلى الموقف، وإنما يقومون من قبورهم إلى ارض الموقف " ثم نقول للذين أشركوا " يعني من اشرك مع الله في عبادته غيره، والمشرك بالاطلاق لا يقال إلا فيمن في العبادة، لأنها صفة ذم مثل كافر وظالم وقوله " مكانكم " معناه انتظروا مكانكم. " جمعيا " نصب على الحال و (مكانكم) نصب على الامر كأنه قال انتظروا مكانكم حتى نفصل بينكم. ويقول المتوعد لغيره: مكانك

(1) سورة 6 الانعام آية 92، 155
(٣٦٧)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، القبر (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 372 ... » »»
الفهرست