دفع الارتياب عن حديث الباب - علي بن محمد العلوي - الصفحة ٣٧
قد يقال: إن هؤلاء إنما تستروا برواية فضائل علي رضي الله عنه لئلا ينكشف زيفها ويظهر كذبها على يد حفاظ السنة اليقظين.
والجواب: إن الذين يقولون هذا القول هم فريق من المتطرفين، يسمون أنفسهم بالمتصلبين في السنة، ومن تأثر بسمومهم، وهي دسيسة دخيلة على أهل السنة، وقد استحوذوا على الجمهور ممن ليسوا على عقيدتهم في بغض علي وآله، فراجت عليهم أقوالهم في رد مناقبهم دون غيرهم من الصحابة، تحت تأثير قاعدة أن تركها وردها إرغام للروافض وقوة لأهل السنة، وبذلك هاجموا كثيرا من أهل السنة المعتدلين كالامام الشافعي وابن جرير، والحاكم صاحب المستدرك، وعبد الرزاق، وجماعة من المتأخرين، علاوة على كثير من المتقدمين من شيعة الإمام علي عليه السلام الذين كانوا يناصرونه في عهده من الداعين إلى الجنة على أساس قول النبي صلى الله عليه وسلم (ويح عمار تقتله الفئة الباغية... الحديث).
ومن كان يعد عصره من المعتدلين الذين لم يعرف عنهم إلا التشيع لعلي وحبه سموهم شيعة وروافض تعنتا وعدوانا، وردوا رواياتهم في مناقب علي والعترة، بحجة أن هذه المناقب قوة للشيعة ولا يرويها إلا شيعي أو رافضي.
وقد راجت هذه الدسيسة واستغلت لضرب كل هذه المناقب، أما إذا خرجت رواية المنقبة والفضيلة عن سيطرتهم وشاعت ولم تبق لهم حيلة لدفعها فتراهم يقرون بها ويعملون الحيلة في تأويلها كما يشهد بذلك كلام ابن قتيبة السابق.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»