عليه لروايته حديث الباب وحديث الايمان، وقد قدمنا أنه بري من عهدة حديث الباب، وكذلك حديث الايمان هو بري من عهدته لأنه قد رواه عنه جماعة من الثقات وصححه الإمام أحمد من رواية أبي الصلت عن الرضا وقد جاء من غير طريقه عن أبيه الكاظم أيضا وجده الصادق.
فقول هؤلاء المتحمسين في قولهم أنه الآفة منه وإن غيره سرقه منه، باطل لا محل له بعد قيام الدليل أنه ليس هو الآفة، وأن هذين الحديثين صحيحان من غير طريقه.
إذا علمت ذلك علمت أن جارحيه لم يتعلقوا عليه بشي يدينه ولا عبرة بالظن البين خطؤه، وأن قول بعضهم إنه كذاب رافضي خبيث لم يدللوا عليه.
ومع ذلك فهو جرح بالمذهب وقد عرفنا بطلانه ببيان من عرفوه.
عود إلى الكلام على روايته عن أبي معاوية فعلى التنازل بعدم الاعتماد على رواية أبي الصلت فقد علمنا أن أبا معاوية حدث بحديث الباب وقد تفرد به وهو إمام من أركان الحديث، وهو مكثر فلا يستغرب منه تفرده في بحر ما روى من مئات الأحاديث، كما قبلوا تفرد أمثاله من الأئمة المكثرين. وغاية ما يقال إنه صحيح غريب من حديث أبي معاوية.
وفي البخاري أفراد ألف فيها الحافظ الضياء، وأول حديث في البخاري وهو حديث النية فرد، وكذلك آخر حديث فيه.
ومن هنا عرف أن التشغيب فيه غير مسموع، فالحكم بالصحة فيه كبقية