الكشف المثالي عن سرقات سليم الهلالي - أحمد الكويتي - الصفحة ٣٠
وكان قد ذكر رحمه الله في كتابه (قواعد التحديث) مقدمة في مطالع مهمة. فقال ص (40):
(المطلع الثالث:
لاخفاء أن من المدارك المهمة في باب التصنيف، عزو الفوائد والمسائل والنكت إلى أربابها تبرؤا من انتحال ما ليس له، وترفعا عن أن يكون كلابس ثوبي زور. لهذا ترى جميع مسائل هذا الكتاب معزوة إلى أصحابها بحروفها وهذه قاعدتنا فيما جمعناه ونجمعه.
وقد اتفق أني رأيت في (المزهر) للسيوطي هذا الملحظ حيث قال في ترجمة " (ذكر من سئل عن شئ فلم يعرفه فسأل من هو أعلم منه) ما نصه (1): (ومن بركة العلم وشكره، عزو إلى قائله، قاله الحافظ أبو طاهر السلفي: سمعت أبا الحسن الصيرفي يقول: سمعت أبا عبد الله الصوري يقول: قال لي عبد الغني بن سعيد: (لما وصل كتابي إلى أبي عبد الله الحاكم، أجابني بالشكر عليه، وذكر أنه أملاه على الناس، وضمن كتابه إلي الاعتراف بالفائدة وأنه لا يذكرها إلا عني). وأن أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثهم، قال:
حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت أبا عبيد يقول: (من شكر العلم أن تستفيد الشئ، فإذا ذكر لك قلت: خفي علي كذا وكذا ولم يكن لي به علم، حتى أفادني فلان فيه كذا وكذا، فهذا شكر العلم.) قال السيوطي: (ولهذا لا تراني أذكر في شئ من تصانيفي حرفا إلا معزوا إلى قائله من العلماء مبينا كتابه الذي ذكر فيه.) انتهى.
* قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه المستطاب (التعالم وأثره عل الفكر والكتاب) ص (57 - 58):
(ومنه الانتحال: وقد بلغ سوء الحال إلى انتحال كتب ورسائل برمتها وقد بسطت هذا أشد البسط ولله الحمد في (معجم المؤلفات المنحولة) يسر الله إتمامه وطبعه. وذكرت فيه بحثا في نازله (حقوق التأليف) من كتاب (فقه النوازل) فأغنى ما هنالك عن تسطيره هنا.
.

(١) ص ١٦٤ ج 2 المطبعة الكبرى السنية: مصر 1282 ه‍.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 35 36 ... » »»
الفهرست