التنديد بمن عدد التوحيد - حسن بن علي السقاف - الصفحة ١٠
فالله سبحانه وتعالى أمر نبيه ص أن يجادلهم ويناقشهم في عقيدتهم وباقي أمورهم الفاسدة ليثبت لهم الحق قائلا له: * (وجادلهم بالتي هي أحسن) * النحل: 125، فلما كان ص يثبت لهم وجود الله ووحدانيته وأن لا إله إلا هو سبحانه ويلزمهم بترك عبادة هذه الأصنام التي كانوا يعبدونها ويسجدون لها من دون الله، كانوا يتحرجون ولا يعرفون بماذا سيجيبون فكانوا يقولون عند سؤال النبي ص لهم: من خلق السماوات والأرض؟: الله. وكانوا يتحججون قائلين * (ما نعبدهم) * أي هذه الأوثان * (إلا ليقربونا إلى الله زلفى) *.
وهذا كذب صريح منهم لأنهم ما كانوا يعتقدون بوجود الله الذي خلق السماوات والأرض البتة بدليل أن الله أمرهم في القرآن الكريم أن يتفكروا في خلق السماوات والأرض ليعرفوا أن لها إلها خلقها وأوجدها فيؤمنوا به، قال تعالى: * (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت، فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر) * الغاشية: 17 - 22، وقال تعالى: * (وإلهكم إله واحد، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) * البقرة: 163 - 164.
فكانوا يردون ما جاء في صدر هذه الآيات الشريفة قائلين: * (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب) * ص: 5، ولو كانوا مقرين بأن الله سبحانه هو خالق السماوات والأرض وما فيهن، لما ذكر الله لهم تلك الآيات الآمرة
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست