التنديد بمن عدد التوحيد - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٤٧
وهذه التأويلات منقولة عن سيدنا ابن عباس وعن مجاهد وقتادة والحسن ومنصور وابن زيد وغيرهم من أعلام السلف الصالح رضي الله عنهم، وكلها تشهد بكذب من قال إن السلف لم يؤول أحد منهم ولم يكن التأويل من منهجهم وإنما هو عند الخلف والأشاعرة المعطلة الجهميين، كبرت كلمة تخرج من أفواههم يطمسون بها الحق والحقائق، وينصرون بها آرائهم الخاطئة المغلوطة.
والتأويل أيضا ثابت عن الإمام أحمد ثبوت الشمس في رابعة النهار وهو من أعلام السلف وأئمة المحدثين، وإليه تظهر المجسمة الانتساب وهو مؤول وقد بينا ذلك في مقدمتنا لكتاب الحافظ ابن الجوزي (دفع شبه التشبيه).
أول الإمام أحمد قوله تعالى: * (وجاء ربك) * الفجر: 22، أنه جاء ثوابه، كما ثبت عنه بإسناد صحيح، انظر البداية والنهاية لابن كثير (10 / 327).
وهناك تأويلات أخرى كثيرة وردت عن الإمام أحمد لا أريد الإطالة بذكرها، ذكرت بعضها في كتابي (الأدلة المقومة لاعوجاجات المجسمة) فلتراجع وكل ذلك يثبت بطلان وتهافت قول من قال:
إن الأشاعرة والخلف معطلة لأنهم أولوا، والسلف لم يؤولوا بل أثبتوا لله تعالى ما أثبت لنفسه.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 52 53 ... » »»
الفهرست