التنديد بمن عدد التوحيد - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٤٢
وأما معنى قوله تعالى: * (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) * يوسف: 106، فمعناه وما يؤمن أكثرهم بالله في إقرارهم بوجود الخالق عند إقامة الحجة والبراهين عليهم تكذبه قلوبهم ويكذبه واقعهم، فإيمانهم أمامكم عند إقامة الحجة والبرهان على وجود الله تعالى بألسنتهم غير معتبر ولا مقبول عند الله تعالى * (يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم) * التوبة: 8، فهم كاذبون باتخاذهم آلهة يعبدونها غير الله، أو باتخاذهم الأحبار والرهبان أربابا، أو اعتقادهم الولد له سبحانه والتعبير في هذه الآية في جانب شركهم بالجملة الاسمية الدالة على الثبوت والدوام الواقعة حالا لازمة، والتعبير في جانب إيمانهم أي إقرارهم بالجملة الفعلية الدالة على التجدد دليل لغوي على أن شركهم دائم مستمر، وأن إقرارهم بوجود الخالق الرازق المحي المميت مع ارتكابهم ما ينافي ذلك الاقرار من أقوالهم وأفعالهم وعبادتهم لغير الله تعالى كما قال تعالى: * (واتخذوا من دون الله آلهة) * يس: 74، لا يكون توحيدا ولا إيمانا لغة ولا شرعا، لأن الإيمان في اللغة هو التصديق بالقلب مطلقا، وفي الشرع تصديق النبي ص فيما علم مجيئه به بالضرورة، فقولهم عند إقامة الحجة عليهم: * (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) * الزمر: 3، كذب منهم ليبرئوا أنفسهم، والله تعالى بين أنهم كاذبون إذ قال كما في آخر هذه الآية: * (إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) * الزمر: 3.
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست