التنديد بمن عدد التوحيد - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٥٣
الفرق، فلهذا عددناها فرقة واحدة، وزعيمها المعروف محمد بن كرام..
وضلالات أتباعه.. نذكر منها المشهور، الذي هو بالقبح مذكور، فمنها: أن ابن كرام دعا أتباعه إلى تجسيم معبوده، وزعم أنه جسم له حد ونهاية من تحته والجهة التي منها يلاقي عرشه، وقد ذكر ابن كرام في كتابه - أيضا - أن الله تعالى مماس لعرشه، وأن العرش مكان له، وأبدل أصحابه لفظة المماسة بلفظ الملاقاة منه للعرش.. واختلف أصحابه في معنى الاستواء المذكور في قوله تعالى: * (الرحمن على العرش استوى) * طه: 5، فمنهم من زعم: أن كل العرش مكان له، وأنه لو خلق بإزاء العرش عروشا موازية لعرشه لصارت العروش كلها مكانا له، ومنهم من قال:
إنه لا يزيد على عرشه في جهة المماسة، ولا يفضل منه شئ على العرش، وزعم ابن كرام وأتباعه أن معبودهم محل للحوادث) ا ه‍.
وقد نقل أيضا الشيخ علي القاري في شرح المشكاة (2 / 137): إجماع السلف والخلف على أن من اعتقد أن الله تعالى في جهة فهو كافر كما صرح به العراقي وبه قال أبو حنيفة ومالك والشافعي وأبو الحسن الأشعري والباقلاني. ا ه‍ ولا يخفى أن اعتقاد الجهة نوع من التجسيم.
وقال الإمام القرطبي في التذكار صحيفة (208): ا (والصحيح القول بتكفيرهم - المجسمة - إذ لا فرق بينهم وبين عباد الأصنام والصور) ا ه‍.
وجزم الإمام النووي في المجموع (4 / 253) بتكفير المجسمة وهو مذهب الشافعي رحمه الله.
وأما رد الإمام أحمد رضي الله تعالى عنه على المجسمة والمشبهة فمنقول في
(٥٣)
مفاتيح البحث: الكرم، الكرامة (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست