التنديد بمن عدد التوحيد - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٤٠
ويعتقدون التأثير والتدبير لغير الله فيقولون: (أمطرنا بنوء كذا ونوء كذا) ولو كانوا يقرون بتوحيد الربوبية كما زعم الخراصون لما قال لهم المولى سبحانه:
* (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم) * البقرة: 21، بل كان اللازم أن يقول لهم: - اعبدوا إلهكم -، وقال تعالى: * (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) *.. الآية البقرة: 258، وكان اللازم على زعم من قال: إن النمرود كان يعرف توحيد الربوبية ويجهل توحيد الألوهية، أن يقول الله تعالى - ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في إلهه - وكان اللازم على زعمهم أن يقول الله تعالى بدل قوله: * (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) * الأنعام: 1، أن يقول: - بإلههم يعدلون - ولكن ذلك فاسد لأنهم لم يكونوا مقرين، ودليل ذلك قوله تعالى: * (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة) * يس 78 - 79، وقوله تعالى: * (ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبأ في السماوات والأرض) * النمل: 25، وقوله تعالى: * (وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي) * الرعد: 30، فأما هم فلم يجعلوه ربا، وقال تعالى: * (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) * يوسف: 39، وقال تعالى:
* (ولا تسبوا الذين يدعون) * - أي يعبدون - * (من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) * الأنعام: 108، وقد اشتهر إنكارهم للبعث أشد الانكار، وأنهم ما يهلكهم إلا الدهر، وقد اشتهر ذلك في أقوالهم وأشعارهم، حتى قال أحدهم:
أشاب الصغير وأفنى الكبير كر الغداة ومر العشي واشتهر عنهم أنهم كانوا يقولون: ما هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع،
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست