فتح الملك العلى - أحمد بن الصديق المغربي - الصفحة ٨٠
عن الحرمازي رجل من همدان قال: قال معاوية لضرار: فذكر القصة (1).
والآثار بهذا كثيرة ويغني عنها ما هو متداول من حكمه العجيبة، ومعارفه الغريبة التي لم ينقل مثلها عن غيره بحيث من وقف عليها رأى العجب العجاب، وجزم بأنه البحر العباب، وذلك أعظم دليل على صدق هذا الخبر، وأنه باب مدينة علم النبي عليه الصلاة والسلام.
[فصل]: وإذ قد فرغنا من الكلام على صحة هذا الحديث وبينا وجوه ذلك ودلائله، وأوضحنا طرقه ومسالكه، فلنتفرغ لإبطال كلام الطاعنين فيه، وإفساد ما تعلقوا به في رده فنقول: قال الخطيب: في ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد من تاريخ بغداد (2) أخبرنا الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس، ثنا محمد بن القاسم الكوكبي، ثنا إبراهيم بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين وسئل عن عمر بن إسماعيل فقال: كذاب يحدث أيضا بحديث أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وهذا كذب ليس له أصل، وقال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي قال: سمعت أحمد بن محمد العنزي يقول: سمعت يحيى بن أحمد بن زياد يقول: سألت يحيى بن معين عن حديث أبي معاوية عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، أنا مدينة العلم فأنكره جدا (3)، ثم قال الخطيب: أخبرنا البرقاني، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي، ثنا أحمد بن طاهر بن النجم، ثنا سعيد بن عمرو قال: قال أبو زرعة، حديث أبي معاوية عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس:

(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»