فإنه ألف بذلك رسالة نحو العشرين كراسة جمعت غرر الفوائد وجواهر القلائد سماها الفرق المؤذن بالطرب في الفرق بين العجم والعرب وقد وقفت عليها وقرضت له عليها بأبيات هي قولي:
رسالة أذنت بالفضل للعرب * سلافة أطربتنا غاية الطرب وقد حوت لبديع القول رافلة * بثوب فضل بلا فخر ولا عجب وأومأت لمزيد العلم مع شرف * لمنشئ صاغها تسموا على الذهب لم لا وصائغها الفرد الذي ثبتت * له المزايا ومن كل الكمال حبي سبط النبي ونجل للعتيق فمن * له يضاهيه في العلياء والنسب لا زال يكلؤه المولى ويمنحه * حتى يفوز بوصل غير مكتسب ثم الصلاة مع التسليم يتبعها * على نبي سما في سائر الرتب والآل والصحب ثم التابعين لهم * ما حاك للشعر أهل الفضل والأدب وما شذى نجل جراح فأورثه * ذكر الأحبة منهم غاية الطرب 134 - (احترسوا من الناس بسوء الظن) قال في الأصل رواه أحمد في الزهد والبيهقي وغيرهما من قول مطرف بن الشخير أحد التابعين زاد البيهقي وكذا الطبراني في الأوسط والعسكري أنه روي عن أنس مرفوعا وأخرجه تمام في فوائده عن ابن عباس رفعه بلفظ من حسن ظنه بالناس كثرت ندامته ورواه الديلمي عن علي من قوله بلفظ الحزم سوء الظن، وجميع طرقه ضعيفة يتقوى بعضها ببعض ثم قال وقد أفردته في جزء أوردت فيه الجمع بينها وبين قوله تعالى (اجتنبوا كثيرا من الظن) وما أشبهها مما في الحديث كحديث عائشة من أساء بأخيه الظن فقد أساء بربه لأن الله تعالى يقول (اجتنبوا كثيرا من الظن) الآية، وقد يجاب بحمل الحديث احترسوا ونحوه على أهل التهمة ونحوهم والآية ونحوها على خلافهم ولابن أبي حيان النحوي المغربي:
وأوصاني الرضا وصاة نصح * وكان مهذبا شهما أبيا بأن لا تحسنن ظنا بشخص * ولا تصحب حياتك مغربيا