للقاري أن السيوطي قال: أخرجه نصر المقدسي في الحجة والبيهقي في الرسالة الأشعرية بغير سند ورواه الحليمي والقاضي حسين وإمام الحرمين وغيرهم، ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا، ثم قال السيوطي عقب ذكره لكلام عمر ابن عبد العزيز: وهذا يدل على أن المراد اختلافهم في الأحكام الفرعية، وقيل في الحرف والصنائع، والأصح الأول فقد أخرج الخطيب في رواة مالك عن إسماعيل بن أبي المجالد قال: قال هارون الرشيد لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله نكتب هذه الكتب، يعني مؤلفات الإمام مالك، وتفرقها في أفاق الاسلام لنحمل عليها الأمة. قال يا أمير المؤمنين إن اختلاف العلماء رحمة من الله تعالى على هذه الأمة كل يتبع ما صح عنده وكل على هدى وكل يريد الله تعالى، وفي مسند الفردوس عن ابن عباس مرفوعا اختلاف أصحابي لكم رحمة. وذكر ابن سعد في طبقاته عن القاسم بن محمد أنه قال كان اختلاف أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للناس، وأخرجه أبو نعيم بلفظ: كان اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة لهؤلاء الناس.
154 - (أخذنا فألك من فيك) أبو الشيخ عن ابن عمر، ورواه أبو داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته فذكره، وروى الترمذي والحاكم عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه إذا خرج لحاجة أن يسمع يا راشد يا نجيح، وروى العسكري والخلعي عن سمرة بن جندب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفال الحسن فسمع عليا رضي الله عنه يوما يقول هذه خضرة فقال يا لبيك قد أخذنا فألك من فيك فاخرجوا بنا إلى خضرة فقال فخرجوا إلى خيبر فما سل فيها سيف إلا سيف علي بن أبي طالب، زاد العسكري حتى فتحها الله عز وجل، وله شاهد عند البزار والديلمي عن ابن عمر مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل، ورواه الطبراني عن عائشة بزيادة ويكره الطيرة، ورواه مسلم وأحمد عن أبي هريرة بلفظ لا طيرة وخيرها الفأل قالوا وما الفأل قال الكلمة الطيبة الصالحة يسمعها أحدكم، وفي لفظ عند مسلم لا عدوى ولا هامة ولا طيرة