6183 - (القرآن غنى لا فقر بعده) أي فيه غنى لقلب المؤمن إذا استغنى بمتابعته عن متابعة غيره فيستغني به عن البدع ويستضئ بنوره في ظلمات الفتن ويستشفى بشفائه من جميع الأدواء (ولا غنى دونه) لأن جميع الموجودات عاجزة فقيرة ذليلة فمن استغنى بفقير زاد فقره ومن تعزز بذليل زاد ذله ومن تعلق بغير الله انقطع حبله قال في المطامح: وغيرها يحتمل كونه إشارة إلى أن الغنى الأعظم هو الغنى بطاعة الله ولا غنى فوق الغنى بالقرآن ويحتمل أن المراد نفي الفقر المحسوس وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الرزق يلتمس بوجوه منها النكاح وقال الغزالي: لازم رجل باب عمر فقال: يا هذا هاجرت إلى عمر أو إلى الله تعلم القرآن فإنه يغنيك عن بابي فغاب حتى فقده عمر فوجده يتعبد فقال:
ما شغلك عنا قال: قرأت القرآن فأغناني عن عمر فقال: وما وجدت فيه؟ قال: * (وفي السماء رزقكم وما توعدون) * فبكى عمر رضي الله تعالى عنه. (ع) وكذا الطبراني (ومحمد بن نصر) كلهم (عن أنس) قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف وبينه تلميذه الهيثمي فقال: فيه عبد أبي يعلى يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف.
6184 - (القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف) يقرؤه من الثواب (زوجة) في الجنة (من الحور العين) قال في التحرير: فضل القرآن على سائر الكتب المنزلة ثلاثين خصلة لم تكن في غيره. (طس عن عمر) بن الخطاب وفيه محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس قال في الميزان: تفرد بخبر باطل وساق هذا الخبر قال الطبراني: ولا يروى إلا بهذا الإسناد قال الهيثمي: وبقية رجاله ثقات وقال في موضع آخر: رواه الطبراني عن شيخه محمد بن عبيد ذكره في الميزان بهذا الحديث ولم أجده لغيره فيه كلاما وبقية رجاله ثقات.
6185 - (القرآن يقرأ على سبعة أحرف ولا تماروا في القرآن فإن مراءا في القرآن كفر) قال ابن النقيب: من خصائص القرآن كونه يقرأ على سبعة أحرف وقال الحليمي في المنهاج: ومن عظم قدر القرآن أنه تعالى خصه بأنه دعوة وحجة ولم يكن مثل ذلك لنبي قط إنما كان لكل منهم دعوة ثم يكون له حجة وغيرها وقد جمعها الله لرسوله في القرآن فهو دعوة بمعانيه حجة بألفاظه وكفى الدعوة شرفا أن يكون حجتها معها وكفى الحجة شرفا أن لا تنفصل الدعوة عنها انتهى. (حم عن أبي جهيم) مصغرا بن الحارث بن الصمت بكسر المهملة وشد الميم ابن عمرو الأنصاري قيل اسمه عبد الله وقد ينسب لجده قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.