فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٤ - الصفحة ٥٣٥
5779 - (غفر الله عز وجل لزيد بن عمرو) بن نفيل (ورحمه فإنه مات على دين إبراهيم) الخليل ولم يعبد الأصنام وسبق أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى له في الجنة درجتين وقوله غفر الله إلخ يحتمل الخبر ويحتمل الدعاء. (ابن سعد) في الطبقات (عن سعيد بن المسيب مرسلا).
5780 - (غلظ القلوب والجفاء في أهل المشرق) قال القرطبي: شيئان لمسمى واحد كقوله * (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) * ويحتمل أن المراد بالجفاء أن القلب لا يميل لموعظة ولا يخشع لتذكرة والمراد بالغلظ أنها لا تفهم المراد ولا تعقل المعنى وفي خبر مر رأس الكفر نحو المشرق قال النووي: كان ذلك في عهده حين يخرج الدجال وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة ومثار الترك الغاشمة العاتية (والإيمان والسكينة) أي الطمأنينة والسكون (في أهل الحجاز) لا يعارض خبر الإيمان يمان إذ ليس فيه النفي عن غيرهم ذكره ابن الصلاح. (حم م عن جابر) قال الهيثمي: وهو في الصحيح يعني صحيح البخاري باختصار أهل الحجاز.
5781 - (غنيمة أهل مجالس الذكر الجنة) أي غنيمة توصل للدرجات العلى في الجنة لما فيه من الثواب. (حم طب) وكذا الديلمي (عن ابن عمرو) بن العاص رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي:
وإسناد أحمد حسن.
5782 - (غير الدجال أخوف على أمتي من الدجال) قال أبو البقاء: ظاهر اللفظ يدل على أن غير الدجال هو المخاف وليس معنى الحديث هذا إنما معناه أني أخاف على أمتي من غير الدجال أكثر من خوفي منه، فعليه يكون فيه تأويلان أحدهما أن غير مبتدأ وأخوف خبر مبتدأ محذوف أي غير الدجال أنا أخوف على أمتي منه الثاني أن يكون أخوف على النسب أي غير الدجال ذو خوف شديد على أمتي كما تقول فلانة طالق أي ذات طلاق قال وقوله (الأئمة المضلين) كذا وقع في هذه الرواية بالنصب والوجه أن تقديره من تعني بغير الدجال قال أعني الأئمة وإن جاء بالرفع كان تقديره الأئمة المضلون أخوف من الدجال أو غير الدجال الأئمة اه‍ قال بعضهم: لما استعظم صحبه أمر الدجال وأشار به إلى أنه لم ينذرهم منه خوفا منه عليهم لأنهم لم يتخالجهم في الله شك إذ ليس كمثله شئ بل إيذانا بأن خروجه في زمن بأس وضيق وقال ابن العربي: هذا لا ينافي خبر لا فتنة أعظم من فتنة الدجال لأن قوله هنا غير الدجال إلخ إنما قاله لأصحابه لأن الذي خافه عليهم أقرب إليهم من الدجال
(٥٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 ... » »»
الفهرست