فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٤ - الصفحة ٥٣٣
أن ذكر الله يحول بين الشيطان وبين فعل هذه الأشياء وقضيته أنه يتمكن من كل ذلك إذا لم يذكر اسم الله عليه وقد تردد ابن دقيق العيد في ذلك فقال: يحتمل أن يجعل قوله فإن الشيطان إلخ على عمومه ويحتمل تخصيصه بما ذكر اسم الله عليه، ويحتمل أن يكون المنع من الله بأمر خارج عن جسمه قال:
والحديث دل على منع دخول الشيطان الخارج لا الداخل فيكون ذلك لتخفيف المفسدة لا رفعها ويحتمل كون التسمية عند الإغلاق ونحوه تطرده من البيت وعليه فينبغي أن تكون التسمية من ابتداء الإغلاق إلى تمامه وأخذ منه ندب غلق الفم عند التثاؤب لدخوله في عموم الأبواب مجازا. (م ه) في الأشربة (عن جابر) بن عبد الله.
5775 - (غفار) بكسر الغين المعجمة وتخفيف الفاء غير مصروف باعتبار القبيلة وهم بنو غفار بن مليل - بميم ولامين مصغرا (غفر الله لها) ذنب سرقة الحاج في الجاهلية، وفيه إشعار بأن ما سلف منها مغفور (وأسلم سالمها الله) بفتح اللام من المسالمة وترك الحرب أي صالحها لدخولها في الإسلام اختيارا بغير حرب، وقوله غفر الله وسالمها خبرين أريد بهما الدعاء أو هما خبران على بابهما ويؤيده قوله (وعصية) بمهملتين مصغرا وهم بطن من بني سليم (عصت الله ورسوله) بقتلهم القراء ببئر معونة ونقض العهد فلا يجوز حمله على الدعاء. فيه إظهار شكاية منهم فيستلزم الدعاء عليهم وما أحسن هذا الجناس وألذه على السمع وأعلقه بالقلب. (حم ق ت) في المناقب (عن ابن عمر) بن الخطاب، وفي الباب أبو قرصافة وسمرة وغيرهما.
5776 - (غفر الله لرجل ممن كان قبلكم) من الأمم السابقة (كان سهلا إذا باع، سهلا إذا اشترى، سهلا إذا قضى، سهلا إذا اقتضى) قال ابن العربي: السهل والسمح ينظران من مشكاة واحدة، ويجربان على سنن واحد ويتعلقان بمتعلق واحد، وقوله ممن كان قبلكم كالحث لنا على امتثال ذلك لعل الله أن بغفر لنا وهذا الحديث قد تعلق به من جعل شرع من قبلنا شرع لنا لأنه تعالى ذكره لنا على لسان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكرا ووعظا والحديث أصل في تكفير السيئات بالحسنات وتمسك به من فضل الغنى على الفقر قالوا: فإذا كان هذا الغفران في مجرد المساهلة فما بالك بمن تصدق وأطعم الجياع وكسى العراة؟ (حم ت هق عن جابر) ذكر الترمذي في العلل أنه سأل عنه البخاري قال حديث حسن وبه يعرف أن نسبة المصنف تحسينه للترمذي دون إمام الفن قصور، والمحسن إنما هو قاضي الفن وحاكمه والترمذي ناقل.
5777 - (غفر الله عز وجل) خبر لا دعاء كما تفيده رواية أحمد عن أنس أن شجرة كانت على
(٥٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 ... » »»
الفهرست