فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٤ - الصفحة ٤٩٢
5667 - (العبد من الله وهو منه) وفي رواية والله منه (ما لم يخدم فإذا خدم وقع عليه الحساب) هذا قريب من معنى خير من اتخذ من الخدم غير ما ينكح الحديث فإذا حوسب فلا يخلو من الإخلال بحق من حقوق خادمه المتوجه لكونه جعل واليا عليه وكل عبد إلهي توجه لأحد عليه حق من المخلوقين فقد نقص من عبوديته لله بقدر ذلك الحق فإن ذلك المخلوق يطلبه بحقه وله عليه سلطان به فلا يكون عبدا محضا خالصا لله ومن ثم انقطع الأكابر عن الخلق ولزم الخلوات أو السياحات والخروج عن ملك الحيوانات فإنهم يريدون الحرية من جميع الأكوان. قال ابن عربي: ومن ذلك الزمن الذي حصل لي فيه هذا المقام ما ملكت حيوانا ولا الثوب الذي ألبسه فإني لا ألبسه إلا عارية لشخص معين والزمن أتملك فيه الشئ أخرج عنه حالا بهبة أو عتق وهذا ما حصل لي لما أردت التحقق بعبودية الاختصاص لله تعالى قيل لي: لا يصح لك هذا حتى لا يقوم لأحد عليك حجة قلت: ولا لله إن شاء الله قيل: وكيف ذلك؟ قلت:
إنما تقام الحجج على المنكرين لا المعترفين، وعلى أهل الدعاوى وأصحاب الحظوظ لا على من قال لا حق لي ولاحظ. (ص هب عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه وفيه إسماعيل بن عياش وفيه خلاف ورواه الديلمي أيضا.
5668 - (العبد مع من أحب) طبعا وعقلا وجزاءا ومحلا فكل مهتم لشئ فهو منجذب إليه كما سيأتي توضيحه وأراد بالعبد الإنسان قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه * فكل قرين بالمقارن يقتدي إذا كنت في قوم فخالل خيارهم * ولا تصحب الأردى فتردى مع الردى (حم) وكذا الطبراني (عن جابر) قال الهيثمي: إسناد أحمد حسن.
5669 - (العبد عند ظنه بالله) إن خيرا فخير وإن شرا فشر فإن ظن أن يسامحه سامحه وإن ظن أن يعاقبه عاقبه فلا يظن به إلا خيرا يرى الخير، وهذا أصل عظيم في حسن الرجاء في الله وجميل الظن به (وهو مع من أحب). (أبو الشيخ) ابن حبان (عن أبي هريرة) ورواه عنه الديلمي أيضا رمز المصنف لحسنه.
5670 - (العبد الآبق) أي الهارب من مولاه بلا عذر (لا تقبل له صلاة) يعني لا يثاب عليها (حتى يرجع إلى مواليه) ونبه بالصلاة على غيرها من القرب وأراد بالعبد الإنسان ولو أنثى. (طب عن جرير) بن عبد الله ورواه عنه الطيالسي والديلمي رمز المصنف لحسنه.
(٤٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 ... » »»
الفهرست