ربما رفعت المقام عن موضعه وربما نحته إلى وجه الكعبة، حتى جاء سيل أم نهشل في خلافة عمر بن الخطاب فاحتمل المقام من موضعه هذا وذهب به حتى وجد بأسفل مكة، فأتي به فربط إلى أستار الكعبة وكتب في ذلك إلى عمر، فأقبل فزعا في شهر رمضان وقد عفا موضعه وعفاه السيل، فدعا عمر بالناس فقال:
أنشد الله عبدا عنده علم في هذا المقام! فقال المطلب بن أبي وداعة:
أنا يا أمير المؤمنين عندي ذلك، فكنت أخشى عليه هذا، فأخذت قدره من موضع الركن إلى موضعه ومن موضعه إلى باب الحجر ومن موضعه إلى زمزم بمقاط وهو عندي في البيت، فقال له عمر:
فاجلس عندي وأرسل إليه، فجلس عنده فأرسل فأتى بها، فمدها فوجدها مستوية إلى موضعه هذا، فسأل الناس وشاورهم، فقالوا:
نعم هذا موضعه، فلما استثبت ذلك عمر وحق عنده أمر به، فأعلم ببناء تحت المقام ثم حوله، فهو في مكانه هذا إلى اليوم (الأزرقي).
38105 عن ابن أبي مليكة قال: موضع المقام هو هذا الذي به اليوم وهو موضعه في الجاهلية وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر إلا أن السيل ذهب به في خلافة عمر فجعل في وجه الكعبة، حتى قدر عمر فرده بمحضر الناس (الأزرقي).