أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلج، فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء برد، فغسلا به قلبي، ثم قال: ائتني بالسكينة، فذراها (1) في قلبي، ثم قال لصاحبه حصه (2) يعني خطه واختم عليه بخاتم النبوة، فقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفت، فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخروا علي فقال: لو أن أمته وزنت به لمال بهم، ثم انطلقا وتركاني وفرقت فرقا شديدا، ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيته، فأشفقت أن يكون قد التبس بي، فقالت: أعيذك بالله! فرحلت بعيرا لها فجعلتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي، فقالت:
أديت أمانتي وذمتي، وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها ذلك، قالت:
إني رأيت حين خرج مني نورا أضاءت منه قصور الشام (حم، ع، ك وابن عساكر (عن عتبة بن عبد) (3).