خطوة في غسق ليل داج ولا ادلاج ولا يتغشى عليه القمر المنير ولا انبساط الشمس ذات النور بضوءهما في الكرور ولا اقبال ليل مقبل ولا ادبار نهار مدبر إلا وهو محيط بما يريد من تكوينه فهو العالم بكل مكان وكل حين واوان وكل نهاية ومدة والامد إلى الخلق مضروب والحد إلى غيره منصوب (1) لم يخلق الأشياء من أصول أولية ولا بأوائل كانت قبله بدية بل خلق ما خلق فأقام خلقه فصور فأحسن صورته توحد في علوه فليس لشئ منه امتناع ولا له بطاعة شئ من خلقه انتفاع اجابته للداعين شريعة (2) والملائكة في السماوات والأرضين له مطيعة علمه بالأموات البائدين كعلمه بالاحياء المنقلبين وعلمه بما في السماوات العلى كعلمه بما في الأرضين السفلى وعلمه بكل شئ لا تحيره الأصوات ولا تشغله اللغات سميع للأصوات المختلفة فلا جوارح فيه (3) مؤتلفه مدبر بصير عالم بالأمور حي قيوم سبحانه كلم موسى تكليما بلا جوارح ولا أدوات ولا شفة ولا لهوات سبحانه وتعالى عن تكييف (4) من زعم أن آلهنا ممدود في الحلية ممدود (5) فقد جهل الخالق المعبود ومن ذكر أن الأماكن به
(٤٠٩)