الخامسة من قال لا يعلم الجزئيات المتغيرة وإلا فإذا علم أن زيدا في الدار الآن ثم خرج زيد فإما أن يزول ذلك العلم ويعلم أنه أوليس في الدار أو يبقى ذلك العلم بحاله والأول يوجب التغير والثاني الجهل والجواب منع لزوم التغير فيه بل في الإضافات وقد أجاب عنه مشايخ المعتزلة بأن العلم بأنه وجد وسيوجد واحد فإن من علم أن زيدا سيدخل البلد غدا فعند حصول الغد يعلم بهذا العلم أنه دخل البلد الآن وإنما يحتاج أحدنا إلى علم آخر لطريان الغفلة عن الأول والباري تعالى يمتنع عليه الغفلة فكان علمه بأنه وجد عين علمه بأنه سيوجد وهذا مأخوذ من قول الحكماء علمه تعالى أوليس زمانيا فلا يكون ثمة حال وماض ومستقبل إذ الحال معناه زمان حكمي هذا والماضي زمان قبل زمان حكمي هذا والمستقبل زمان بعد زمان حكمي هذا فمن كان علمه أزليا محيطا بالزمان لا يتصور في حقه حال ولا ماض ولا مستقبل وقد أنكر أبو الحسين البصري ذلك واحتج عليه بوجوه الأول حقيقة أنه سيقع غير حقيقة أنه وقع فالعلم به غير العلم به لأن اختلاف المتعلقين يستدعي اختلاف العلم بهما الثاني أن شرط العلم بأنه وقع الوقوع وشرط العلم بأنه سيقع عدم الوقوع فلو كانا واحدا لم يختلف شرطهما وقد يعبر عنه بأن من علم أن زيدا سيدخل البلد غدا وجلس إلى مجيء الغد في بيت مظلم فلم يعلم دخول غد لم يعلم أنه دخل البلد نعم لو انضم إليه العلم بدخول غد علم ذلك
(٩٨)