لها ويعين على ذلك علم التشريح ومنافع خلقة الإنسان وأعضائه التي قد كسرت عليها المجلدات وأما الثاني فضروري وينبه عليه أن من رأى خطا حسنا يتضمن ألفاظا عذبة رشيقة تدل على معان دقيقة مؤنقة علم بالضرورة أن كاتبه عالم وكذلك من سمع خطابا منتظما مناسبا للمقام من شخص يضطر إلى أن يجزم بأنه عالم فإن قيل المتقن إن أردت به الموافق للمصلحة من جميع الوجوه فممنوع إذ لا شيء من مفردات العالم ومركباته إلا ويشتمل على مفسدة ما ويمكن تصوره على وجه أكمل أو الموافق من بعض الوجوه فلا يدل على العلم أو أمرا ثالثا فبينه لنا وكيف وأنه منقوض بفعل النحل لتلك البيوت المسدسة بلا فرجار ومسطر واختيارها للمسدس لأنه أوسع من المربع ولا يقع بينها فرج كما بين المدورات وما سواها وهذا لا يعرفه إلا الحذاق من أهل الهندسة وكذلك العنكبوت تنسج تلك البيوت بلا آلة مع أنه لا علم لهما والجواب عن الأول أن المراد ما نشاهده من الصنيع الغريب والترتيب العجيب وتوضيحه ما ذكرنا في مثال الكتابة والخطاب إذ لا
(٩٤)