المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٤٤٢
العظيم في الدنيا مع اشتغاله بطاعة ربه وعدم التفاته إلى ذلك الملك العظيم ليعلم الناس أن زخارف الدنيا لا تمنع من خدمة المولى ومنه قصة يونس عليه السلام فإنه ذهب مغاضبا وظن أن لن يقدر الله عليه واعترف بكونه ظالما والغضب ذنب والشك في قدرة الله تعالى كفر والظلم أيضا ذنب والجواب لعل غضبه كان على قوم كفرة بالغوا في العناد والمكابرة حتى عيل صبره ولم يطق المصابرة معهم فهذا غضب لله على أعدائه فلا يكون ذنبا * (فظن أن لن نقدر عليه) * أن لن نضيق عليه فإنه مشتق من القدر كما في قوله " يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " لا من القدرة و * (إني كنت من الظالمين) * أي لنفسي بترك الأولى فاعترافه بالظلم هضم للنفس واستغظام لما صدر عنها مبالغة في التضرع * (ولا تكن كصاحب الحوت) * أي في قلة الصبر على الشدائد والمحن لتنال أفضل الرتب وليس معناه لا تكن مثله في ارتكاب الذنب ومنه قصة نبينا صلى الله عليه وسلم والاحتجاج بها من وجوه الأول * (ووجدك ضالا فهدى) * ولا شك أن الضال عاص والجواب أنه قبل النبوة أو أراد ضالا في أمور الدنيا ويجب حمله على هذا لقوله تعالى * (ما ضل صاحبكم وما غوى) * إذ المراد به نفي الضلالة والغواية في أمور الدين بلا شبهة فوجه التوفيق بينهما ما ذكرنا
(٤٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 ... » »»