الجواب الإجمالي ما قررناه غير مرة من أن التجويزات العقلية لا تنافي العلم العادي والتفصيلي عن الأول أنا بينا أن لا مؤثر في الوجود إلا الله والسحر ونحوه إلا إن لم يبلغ حد الإعجاز كفلق البحر وإحياء الموتى كما هو مذهب جميع العقلاء فظاهر وإن بلغ فإما دون دعوى النبوة والتحدي فظاهر أيضا أو معه فلا بد من ألا يخلقه الله على يده أو أن يقدر غيره على معارضته وإلا كان تصديقا للكاذب وأنه محال وعن الثاني أن لا خالق إلا الله وعن الثالث أن من جوزها فقال بعضهم منهم الأستاذ أبو إسحق لا تبلغ درجة المعجزة وقيل لا تقع على القصد وقال القاضي تجوز إذا لم تقع على طريق التعظيم والخيلاء لأن ذلك أوليس من شعار الصالحين ومع ذلك تمتاز بأنها مع دعوى الولاية دون النبوة وعلى التقادير فالفرق بينها وبين المعجزة ظاهر وعن الرابع أنا لا نقول بالغرض بل نقول إن خلقها يدل على تصديق له قائم بذاته وعن الخامس قد مر امتناع الكذب عليه وعن السادس إذا أتى بما يعلم بالضرورة أنه خارق للعادة وعجز من في قطره عن المعارضة علم ضرورة صدقه وعن السابع يعلم عادة المبادرة إلى معارضة من يدعي الانفراد بأمر جليل فيه التفوق على أهل زمانه واستتباعهم والحكم عليهم في أنفسهم ومالهم وعدم الإعراض عنها بحيث لا ينتدب له أحد والقدح فيه سفسطة وحينئذ فدلالته من جهة الصرفة واضحة وعن الثامن كما علم بالعادة وجوه معارضته علم وجوب إظهارها إذ به يتم المقصود واحتمال المانع للبعض في بعض الأوقات والأماكن لا يوجب احتماله في الجميع فلو وقعت معارضة لاستحال عادة إخفاؤها مطلقا
(٣٥٦)