الخامس وهو لبعض الصوفية أن التكليف بالأفعال الشاقة يشغل عن التفكر في معرفة الله تعالى وما يجب له ويجوز ويمتنع عليه ولا شك أن المصلحة المتوقعة من هذا الفائت تربي على ما يتوقع مما كلف به فكان ممتنعا عقلا وجواب الأول ما مر في مسألة خلق الأعمال والثاني ما في التكليف من المصالح الدنيوية والأخروية يربي كثيرا على المضرة فيها والثالث أنه فرع حكم العقل ووجوب الغرض في أفعاله تعالى مع ما أجبنا به الثاني والرابع عندنا أن القدرة مع الفعل وعند المعتزلة أن التكليف قبل الفعل في الحال بالإيقاع في ثاني الحال وذلك كالإحداث وهو مما لا شك فيه فما هو جوابكم فهو جوابنا والخامس أن ذلك أحد أغراض التكليف وسائر التكاليف معينة عليه ووسيلة إلى صلاح المعاش المعين على صفاء الأوقات عن المشوشات التي يربي شغلها على شغل التكاليف الثالثة من قال في العقل مندوحة عن البعثة وهم البراهمة والصابئة والتناسخية غير أن من البراهمة من قال بنبوة آدم فقط ومنهم من قال بنبوة إبراهيم فقط ومن الصابئة من قال بنبوة شيت وإدريس فقط واحتجوا بأن ما حكم العقل بحسنه يفعل وما حكم بقبحه يترك وما لم يحكم فيه بحسن ولا قبح يفعل عند الحاجة لأن الحاجة ناجزة ولا يعارضها مجرد الاحتمال ويترك عند عدمها للاحتياط
(٣٥٣)