تذنيب من الناس من أنكر إمكان المعجزة ومنهم من أنكر دلالتها ومنهم من أنكر العلم بها وستأتيك شبههم بأجوبتها الشرح المقصد الثاني في حقيقة المعجزة وهي بحسب الاصطلاح عندنا عبارة عن ما قصد به إظهار صدق من ادعى أنه رسول الله والبحث فيها عن أمور ثلاثة عن شرائطها وكيفية حصولها ووجه دلالتها على صدق مدعي الرسالة البحث الأول في شرائطها وهي سبع الشرط الأول أن يكون فعل الله أو ما يقوم مقامه من التروك وإنما اشترط ذلك لأن التصديق منه أي من الله تعالى لا يحصل بما أوليس من قبله وقولنا أو ما يقوم مقامه ليتناول التعريف مثل ما إذا قال معجزتي أن أضع يدي على رأسي وأنتم لا تقدرون عليه أي على وضع أيديكم عل رؤوسكم ففعل وعجزوا فإنه معجز دال على صدقه ولا فعل لله ثمة فإن عدم خلق القدرة فيهم على ذلك الوضع أوليس فعلا صادرا عنه تعالى بل هو عدم صرف ومن جعل الترك وجوديا بناء على أنه الكف حذفه لعدم الحاجة إليه فالشرط عنده كون المعجزة من فعل الله وفي كلام الآمدي أن المعجز إن كان عدميا كما هو أصل شيخنا فالمعجز ههنا عدم خلق القدرة فلا يكون فعلا وإن كان وجوديا كما ذهب إليه بعض أصحابنا فالمعجز هو خلق العجز فيهم فيكون فعلا فلا حاجة إلى قولنا أو ما يقوم مقامه الشرط الثاني أن يكون المعجز خارقا للعادة إذ لا إعجاز دونه فإن المعجز ينزل من الله منزلة التصديق بالقول كما سيأتي وما لا يكون خارقا للعادة بل معتادا كطلوع الشمس في كل يوم وبدو الأزهار في كل ربيع
(٣٤٢)