المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٠
الخامسة * (إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) * فموتهم على الكفر مراد الله السادسة * (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس) * والمخلوق لها لا يراد إيمانه ولا طاعته بل كفره ومعصيته السابعة " إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون " والاستدلال بهذه الآية بعيد جدا إذ ليست عامة للكائنات ولا دالة على إرادة المعاصي بل على أنه إذا أراد الله شيئا كونه على أيسر وجه ويمكن أن يستدل بها على أن إيمان الكافر أوليس بمراد الله تعالى إذ لو كان مرادا له لكان مكونا واقعا لكنه مدفوع بأن المعنى إذا أردنا تكوينه فيختص بأفعاله ولا يتناول المعاصي على رأيهم وذلك أي ما يدل على صحة مذهبنا وفساد مذهبهم في القرآن كثير خاتمة للمقصد الرابع في نقل رأي الفلاسفة في القضاء والقدر قالوا الموجود إما خير محض لا شر فيه أصلا كالعقول والأفلاك وإما الخير غالب عليه كما في هذا العالم الواقع تحت كرة القمر فإن المرض مثلا وإن كان كثيرا فالصحة أكثر منه وكذلك الألم كثير واللذة أكثر منه فالموجود عندهم منحصر في هذين القسمين وأما ما يكون شرا محضا أو كان الشر فيه غالبا أو مساويا فليس شيء منها موجودا ولما كان لقائل أن يقول لماذا لم يجرد هذا العالم عن الشرور أشار إلى جوابه بقوله ثم لا يمكن تنزيه هذا العالم من الشرور بالكلية لأن ما يمكن براءته عن الشرور كلها فهو القسم الأول وكلامنا في خيرات كثيرة تلزمها شرور قليلة بالقياس إليها وقطع الشيء عما هو لازم له محال وحينئذ فكان الخير واقعا بالقصد
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»