أصلنا كما ورد في الحديث حين وقع غلاء في المدينة فاجتمع أهلها إليه صلى الله عليه وسلم وقالوا سعر لنا يا رسول الله فقال المسعر هو الله وأما عندهم فمختلف فيه فقال بعضهم هو أي السعر فعل مباشر من العبد إذا أوليس ذلك إلا مواضعة منهم على البيع والشراء بثمن مخصوص وقال آخرون هو متولد من فعل الله تعالى وهو تقليل الأجناس وتكثير الرغبات بأسباب هي فعله تعالى المقصد الرابع المتن إنه تعالى مريد لجميع الكائنات غير مريد لما لا يكون هذا مذهب أهل الحق لكن منهم من لا يجوز إسناد الكائنات إليه مفصلا لايهامه الكفر وعند الإلباس يجب التوقف إلى التوقيف ولا توقيف ثمة وذلك كما يصح أن يقال الله خالق كل شيء ولا يصح أن يقال إنه خالق القاذورات وخالق القردة والخنازير وكما يقال له كل ما في السماوات والأرض ولا يقال له الزوجات والأولاد لا يهامه إضافة غير الملك إليه وقالت المعتزلة هو مريد للمأمور به كاره للمعاصي والكفر لنا إما أنه مريد للكائنات فلأنه خالق الأشياء كلها لما مر وخالق الشيء بلا إكراه مريد له وأيضا فالصفة المرجحة لأحد المقدورين هو الإرادة ولا بد منها وإما أنه غير مريد لما لا يكون فلأنه تعالى علم من الكافر أنه لا
(٢٤٩)