يقنعهما حتى يخرجا إلى عمر رضي الله عنه فيسمعانه منه والله أعلم وعن إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه قال إن الله تعالى يدفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث ولا يحملنه الحرص والشره على التساهل في السماع والتحمل والاخلال بما يشترط عليه على ما تقدم شرحه وليستعمل ما يسمعه من الأحاديث الواردة بالصلاة والتسبيح وغيرهما من الأعمال الصالحة فذلك زكاة الحديث على ما روينا عن العبد الصالح بشر بن الحارث الحافي رضي الله عنه وروينا عنه أيضا أنه قال يا أصحاب الحديث أدوا زكاة هذا الحديث اعملوا من كل مئتي حديث بخمسة أحاديث وروينا عن عمرو بن قيس الملائي رضي الله عنه قال إذا بلغك شئ من الخير فاعمل له ولو مرة تكن من أهله وروينا عن وكيع قال إذا أرت أن تحفظ الحديث فاعمل به وليعظم شيخه ومن يسمع منه فذلك من أجلال الحديث والعلم ولا يثقل عليه ولا يطول بحيث يضجره فإنه يخشى على فاعل ذلك أن يرحم الانتفاع وقد روينا عن الزهري أنه قال إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب والله أعلم ومن ظفر من الطلبة بسماع شيخ فكتمه غيره لينفرد به عنهم كان جديرا بأن لا ينتفع به وذلك من اللؤم الذي يقع فيه جهلة الطلبة الوضعاء ومن أول فائدة طلب الحديث الإفادة روينا عن مالك رضي الله عنه أنه قال من بركة الحديث إفادة بعضهم بعضا وروينا عن إسحاق بن إبراهيم راهويه أنه قال لبعض من سمع منه في جماعة انسخ من كتابهم ما قد قرأت فقال إنهم لا يمكنونني قال إذا والله لا يفلحون قد رأينا أقواما منعوا هذا السماع فوالله ما أفلحوا ولا أنجحوا قلت وقد رأينا نحن أقواما منعوا السماع فما أفلحوا ولا أنجحوا ونسأل الله العافية والله أعلم ولا يكن ممن يمنعه الحياء أو الكبر عن كثير من الطلب وقد روينا عن مجاهد رضي الله عنه أنه قال لا يتعلم مستحي ولا مستكبر وروينا عن عمر بن الخطاب وابنه رضي الله عنهما أنهما قالا من رق وجهه رق علمه ولا يأنف من أن يكتب عمن دونه ما يستفيده منه روينا عن وكيع بن الجراح رضي الله عنه أنه قال لا ينبل الرجل من أصحاب الحديث حتى يكتب عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه وليس بموفق من ضيع شيئا من وقته في الاستكثار من الشيوخ لمجرد اسم الكثرة وصيتها وليس من ذلك قول أبي حاتم الرازي إذا كتبت فقمش وإذا حدثت ففتش وليكتب وليسمع ما يقع إليه من كتاب أو جزء على التمام ولا ينتخب فقد قال
(١٥٢)