النعمان بن أبي شيبة الجندي عن الثوري عن أبي إسحاق وحكم أيضا فيه بالارسال بين الثوري وأبي إسحاق لأنه روي عن الثوري عن شريك عن أبي إسحاق وهذا وما سبق في النوع الذي قبله يتعرضان لان يعترض بكل واحد منهما علي الاخر علي ما تقدمت الإشارة إليه والله أعلم النوع التاسع والثلاثون معرفة الصحابة رضي الله عنهم أجمعين هذا علم كبير قد الف الناس فيه كتبا كثيرة ومن أحلاها وأكثرها فوائد كتاب الإستيعاب لابن عبد البر لولا ما شانه به من إيراده كثيرا مما شجر بين الصحابة وحكاياته عن الأخباريين لا المحدثين وغالب علي الأخباريين الاكثار والتخليط فيما يروونه وانا أورد نكتا نافعة إن شاء الله تعالى قد كان ينبغي لمصنفي كتب الصحابة ان يتوجوها بها مقدمين لها في فواتحها إحداها اختلف أهل العلم في أن الصحابي من فالمعروف من طريقة أهل الحديث ان كل مسلم رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من الصحابة قال البخاري في صحيحه من صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه وبلغنا عن أبي المظفر السمعاني المروزي أنه قال أصحاب الحديث يطلقون اسم الصحابة علي كل من روي عنه حديثا أو كلمة ويتوسعون حتى يعدون من رآه رؤية من الصحابة وهذا لشرف منزلة النبي صلى الله عليه وسلم أعطوا كل من رآه حكم الصحبة وذكر ان اسم الصحابي من حيث اللغة والظاهر يقع علي من طالت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم وكثرت مجالسته له علي طريق التبع له والاخذ عنه قال وهذا طريق الأصوليين قلت وقد روينا عن سعيد بن المسيب انه كان لا يعد الصحابي الا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين وكان المراد بهذا ان صح عنه راجع إلي المحكي عن الأصوليين ولكن في عبارته ضيق يوجب الا يعد من الصحابة جرير بن عبد الله البجلي ومن شاركه في فقد ظاهر ما اشترطه فيهم ممن لا نعرف خلافا في عده من الصحابة وروينا عن شعبة عن موسى السبلاني واثني عليه خيرا قال أتيت أنس بن مالك فقلت هل بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد غيرك قال بقي ناس من الاعراب قد رواه فاما من صحبه فلا إسناده جيد حدث به مسلم بحضرة أبي زرعة
(١٧٥)