فيما سقط عنه من الحرف الواحد والاسم مما سمعه من سفيان والأعمش واستفهمه من أصحابه أن يرويه عن أصحابه لا يرى غير ذلك واسعا له قلت الأول تساهل بعيد وقد روينا عن أبي عبد الله بن منده الحافظ الأصبهاني أنه قال لواحد من أصحابه يا فلان يكفيك من السماع شمه وهذا إما متأول أو متروك على قائله ثم وجدت عن عبد الغني بن سعيد الحافظ عن حمزة بن محمد الحافظ بإسناده عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال يا فلان يكفيك من الحديث شمه قال عبد الغني قال لنا حمزة يعني إذا سئل عن أول شئ عرفه وليس يعني التسهل في السماع والله أعلم السابع يصح السماع ممن هو وراء حجاب إذا عرف صوته فيما إذا حدث بلفظه وإذا عرف حضوره بمسمع منه فيما إذا قرئ عليه وينبغي أن يجوز الاعتماد في معرفة صوته وحضوره على خبر من يوثق به وكانوا يسمعون من عائشة رضي الله عنها وغيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من وراء حجاب ويروونه عنهن اعتمادا على الصوت واحتج عبد الغني بن سعيد الحافظ في ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم أن بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بن أم مكتوم وروى بإسناده عن شعبة أنه قال إذا حدثك المحدث فلم تر وجهه فلا ترو عنه فلعله شيطان قد تصور في صورته يقول حدثنا وأخبرنا والله أعلم الثامن من سمع من شيخ حديثا ثم قال له لا تروه عني أو لا آذن لك في روايته عني أو قال لست أخبرك به أو رجعت عن إخباري إياك به فلا تروه عني غير مسند ذلك إلى أنه أخطأ فيه أو شك فيه ونحو ذلك بل منعه من روايته عنه مع جزمه بأنه حديثه وروايته فذلك غير مبطل لسماعه ولا مانع له من روايته عنه وسأل الحافظ أبو سعيد بن عليك النيسابوري الأستاذ أبا إسحاق الأسفرائيني رحمها الله عن محدث خص بالسماع قوما فجاء غيرهم وسمع منه من غير علم المحدث به هل تجوز له رواية ذلك عنه فأجاب بأنه تجوز ولو قال المحدث اني أخبرك ولا أخبر فلانا لم يضره والله أعلم
(١٠٥)