جزء أحاديث الشعر - عبد الغني المقدسي - الصفحة ١٠
الشعر، ودليل على إباحته ومدح أهله المتصفين بالصفات الجميلة، وتشجيع على الاخذ بالحق ورفض الظلم.
أما في السنة وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الاسلامي، وهي ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو وصف أو تقرير، فقد جاءت الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم يحض فيها على قول الشعر الملتزم، ويستحسنه، ويستحث عليه، ويطلب منه المزيد، ويصدقه، وينقد معناه، ويوجه هذا المعنى الوجهة السلمية، ويثيب عليه، ويتمثل به، وهذا كله يوافق موافقة تامة موقفه الحازم صلى الله عليه وسلم من الشعر غير الملتزم الذي لا يتق والمبادىء السامية للاسلام الذي جاء في عدد قليل من الأحاديث وفي ما تابعه عليه عدد من الصحابة، وقد قال الطحاوي في هذا الصدد: (لما جاءت هذه الآثار متواترة بإباحة قول الشعر، ثبت أن ما ينهى عنه في الآثار الأول ليس لان الشعر مكروه، ولكن لمعنى كان في خاص من الشعر، قصد بذلك النهي عنه).
فإذا أنعمنا النظر في معاني الأحاديث القليلة التي تكلمت على الشعر وجدنا أولا البخاري يرتب حديث " لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " في باب (ما يكره أن يكون الغالب على الانسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن)، فقد استدل منه على حكم كراهة أن يغلب الشعر في الانسان على ما عداه من واجباته الاسلامية فيلغيها ويصده عنها من جهة، ولأنه لا إفراط في الاسلام ولا تفريط بل قصد واعتدال، وقال الطحاوي في الحديث ذاته: (هو عندنا على الشعر الذي يملا الجوف، فلا يكون
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست