والنصوص الدالة على تميزه ذاك متوافرة كثيرة.
ومن أعظم ما يضطلع به الشعر من المنظور الاسلامي مهمة تثبيت الناس على الحق، ومنهم الذين لا يجدون لهم عليه أعوانا في خضم هائج من التيارات والغزو الفكري وغيره مما له القدرة على التغيير البالغ السرعة نحو الأسوأ دون أن يتمكنوا من التنبه عليه والحذر منه، وهؤلاء هم أحوج ما يكون أحدهم إلى عاصم يعصمه من هذه التيارات التي هي قاب قوسين أو أدنى من إغراقه وإفراغه من محتواه.
ثم تعطينا هذه النصوص اقتراحا لما يمكن أن يكون عليه الموضوع الشعري من رقي وسمو فكري، وهو أجلى ما يمكن أن يفيد منه الناس ويغنوا به تجاربهم الحياتية لتكون أشد تماسكا وأجود إنتاجا، ألا وهو عصارة أيام الشاعر وصريح خبرته ومعاناته وحكمته التي تمهد للآخرين طرقهم، وتذلل كثيرا من صعابهم، وتقيهم الوقوع في المزالق التي وقع فيها أنداد لهم من قبل، هذه الحكمة التي وصفت في القرآن الكريم بأنها خير كثير، ويدل على هذا (من) التي للتبعيض في قول النبي ص: " إن من الشعر حكمة ".
ولما كان الانسان بفطرته محتاجا للراحة من عناء ما يكسبه في حياته، ولجبلته على الضعف والتعب اللذين لا يستطيع الفكاك منهما لجا إلى الترويح عن نفسه في أوقات اتخذها لنفسه بين العمل والعمل استعانة منه على بذل المزيد من الجهد والنصب والعمل، وهذه الاستراحة في منظور الشرع الاسلامي يثاب عليها هذا الانسان