جزء أحاديث الشعر - عبد الغني المقدسي - الصفحة ١٣
نظرة في الكتاب لا غرو أن يبتدئ ترتيب أحاديث الشعر بكلمة (أصدق) ليؤسس من البداية قواعد الشعر المتين التي تريد للشعر لا أن يكون صادقا فحسب بل أن يكون أصدق أنواع الكلام سيرورة وبقاء، وهو الشعر الذي يفضل سائر أنواع الكلام بها.
فالصدق بيت القصيد في كل تصرف يتصرفه المرء المسلم، فهو المطلوب دائما في ميزان التعامل الصحيح، وهو مطلوب في أسلوب التعبير الانساني، والشعر أداة من أدوات هذا التعبير.
ومما يطلب أيضا من شروط الشعر الاسلامي أن يوضع الشعر في موضعه الصحيح فيكون وسيلة لا غاية، فإذا كان وسيلة لغاية نبيلة نبل الشعر وعلا وازداد جمالا، وإذا كان غاية صار فارغا من المعنى، وانقلب هيكلا يبدو للناظر حلو الشكل، ولكنه سرعان ما يذوب عندما يوضع على محك الواقع.
والمتأمل هذه النصوص الحديثية الموجودة بين أيدينا يرى أمثلة هذه الموضوعات المطلوبة من قائل الشعر واضحة، ولكن الشعر لا يقتصر عليها، فإنها لا تعدو أن تكون نماذج تضرب للتمثيل لا للحصر.
ولعل ترتيب الموضوعات على النسق الذي جاءت عليه في هذا الكتاب له دلالته أيضا، فالمنافحة عن الله ورسوله تأتي في المقام الأول بعد شرط الصدق، وهي حظيت بقصب السبق في الأوليات الاسلامية هنا، ثم يأتي الحث عل العمل بالشعر ثانيا، والعمل أهم ما يميز الانسان إذا اتخذ الاسلام الحق له دينا والتزم بما جاء به،
(١٣)
مفاتيح البحث: الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست