البطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) * فصلت: 42)، وكانوا أمة بلغت في ميدان البلاغة والبيان شأوا بعيدا تجلى في طرق الكلام وأساليب التعبير عموما وفي هذا الشعر الراقي على وجه الخصوص، فأضحى للكلمة وقعها وتأثيرها في نفوسهم وحافز لردود أفعالهم، فبهتوا إذ تحداهم في ميدان براعتهم وحقل خبرتهم، فقال عز وجل يصور مقالهم:
* (بل قالوا أضغث أحلم بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا باية كما أرس الأولون * ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون) * (الأنبياء / 5 - 6).
* (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون * قل تربصوا فإني معكم من المتربصين) * (الطور / 30 - 31).
* (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون * ويقولون أينا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون) * (الصافات / 36 - 37).
فأجابهم:
* (فلا أقسم بما تبصرون * ومالا تبصرون * إنه لقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون * تنزيل من رب العالمين * ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لاخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين) * (الحاقة / 38 - 47).
* (وما علمنه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين) * (يس / 69).
* (هل أنبئكم على من تنزيل الشيطين * تنزل على كل أفاك أثيم * يلقون السمع وأكثرهم كذبون * والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون مالا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا