فليعلم أن المصنف - قدس الله سره - قد أورد مهمات هذه الرسالة النفيسة بعينها في أوائل كتابه الموسوم بالحقائق بحيث يمكن أن يقال: إن المذكور منها في الحقائق كأنه نسخة أخرى من ذلك الكتاب، وذلك أن أغلب ما في المقدمة والمقصد من الرسالة مذكور بعين تلك العبارة في الحقائق، نعم في الرسالة زيادات مفيدة منها الخاتمة وعبارات يسيرة مندرجة في أثناء المقدمة والمقصد وكذا ما ذكره في مطلع الرسالة فلذلك قد استفدنا في تصحيح الرسالة من نسخة الحقائق وأشرنا إلى ما هو مذكور منها في الحقائق وإلى ما هو ليس بمذكور هناك في ذيل الصفحات.
ومن أعظم فوائد الرسالة أن المصنف (ره) قد اعترف في أواخرها صريحا بأنه لقي صاحب الفوائد المدنية المولى محمد أمين - قدس الله سره - بمكة وأقر بأن الأمين (ره) قد سبقه إلى الاهتداء لما قد اهتدى هوله.
ونظير هذا التصريح بحق تقدم الأمين الاسترآبادي في نشر لواء الأخبار كلام العالم التقي المولى محمد تقي المجلسي - قدس الله تربته - في أوائل الفائدة السادسة من فوائد ديباجة كتابه الموسوم بلوامع صاحب قراني وهو شرحه الفارسي على كتاب من لا يحضره الفقيه فإنه (ره) قال فيه ضمن كلام طويل بالفارسية ما نصه (ص 16 من الطبعة الأولى:
" اختلافات در ميان شيعة بهمرسيد وهر يك بموجب يافت خود از قرآن وحديث عمل مى نمودند ومقلدان متابعت ايشان مى كردند تا آنكه سى سال تقريبا قبل از أين فاضل متبحر مولانا محمد أمين استر آبادي رحمة الله عليه مشغول مطالعه ومقابلهء أخبار أئمة معصومين شد ومذمت آراء ومقائيس را مطالعه نمود وطريقهء أصحاب حضرات ائمهء معصومين را دانست فوائد مدنيه را نوشته باين بلاد فرستاد أكثر أهل نجف وعتبات عاليات طريقه أو را مستحسن دانستند ورجوع باخبار نمودند والحق أكثر آن چه مولانا محمد أمين گفته است حق است ".
ويقرب من ذلك ما ذكره صاحب الوسائل في أواخر الفائدة الثامنة من فوائد خاتمة كتاب الوسائل بعد ايراد اثنين وعشرين وجها من الوجوه الدالة على صحة أحاديث