معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٧ - الصفحة ١٤٨
فلقد دخل في تينك السنتين في الإسلام أكثر مما كان دخل فيه قبل ذلك.
وكان صلح الحديبية فتحا عظيما.
قال أحمد:
رجعنا إلى إسناد أبي سعيد.
قال الشافعي:
ثم نقض بعض قريش ولم ينكر عليه غيره [إنكارا يعتد به عليه] ولم يعتزل داره فغزاهم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] عام الفتح مخفيا لوجهه ليصيب منهم غرة.
قال الشافعي:
وليس للإمام أن يهادن على النظر إلى غير مدة ولكن يهادنهم على أن الخيار إليه متى شاء أن ينبذ إليه نبذ.
افتتح رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أموال خيبر عنوة وكان رجالها وذراريها إلا أهل حصن واحد صلحا فصالحوه على أن يقرهم ما أقرهم الله يعملون له وللمسلمين بالشطر من التمر.
فإن قيل [191 / ب] / ففي هذا أنظر للمسلمين.
قيل: نعم كانت خيبر وسط مشركين وكانت يهود أهلها ومحالفين للمشركين حولها وأقوياء على منعها منهم وكانت وبئة لا توطأ إلا من ضرورة فكفوهم المؤنة ولم يكن للمسلمين كثرة فينزلها منهم من يمنعها فلما كثر المسلمون أمر رسول الله [صلى الله عليه وسلم] بإجلاء يهود الحجاز فثبت ذلك عند عمر فأجلاهم فإن قيل فلم لا يقول أقركم ما أقركم الله؟
قيل: الفرق بينه وبين رسول الله [صلى الله عليه وسلم] في أن أمر الله عز وجل كان يأتي رسوله بالوحي ولا يأتي أحدا غيره بوحي.
وبسط الكلام في خلال ما نقلت وإنما نقلت ما عقله بالخبر وهذا اللفظ:
' نقركم ما أقركم الله '.
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»