فلقد أسلم في سنتين من تلك الهدنة أكثر ممن أسلم قبل ذلك.
5565 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة في قصة الحديبية قال:
فدعت [191 / أ] / قريش سهيل بن عمرو فقالوا:
إذهب إلى هذا الرجل فصالحه ولم يكن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامة هذا لا تحدث العرب أنه دخلها علينا عنوة فخرج سهيل من عندهم فلما رآه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] مقبلا قال:
' قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل '.
فلما انتهى إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] جرى بينهما القول حتى وقع الصلح على أن توضع الحرب بينهما عشر سنين وأن يأمن الناس بعضهم من بعض وأن يرجع عنهم عامهم ذلك حتى إذا كان العام المقبل قدمها خلوا بينه وبين مكة فأقام بها ثلاثا.
وأنه لا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف في القرب.
وأنه من أتانا من أصحابك بغير إذن وليه لم نرده عليك.
وأنه من أتاك منا بغير إذن وليه رددته علينا.
وأن بيننا وبينك عيبة مكفوفة.
وأنه لا إسلال ولا إغلال. وذكر الحديث بطوله وفيه:
ثم انصرف رسول الله [صلى الله عليه وسلم] راجعا فلما أن كان بين مكة والمدينة نزلة عليه سورة الفتح من أولها إلى آخرها:
* (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) *.
وكانت القصة في سورة الفتح وما ذكر من بيعة رسوله تحت الشجرة فلما أمن الناس وتفاوضوا لم يكلم أحد بالإسلام إلا دخل فيه.