معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٣ - الصفحة ٨٥
أبي الزبير عن جابر في عدد الركوع في كل ركعة.
فوجدنا رواية هشام أولى لكونه مع أبي الزبير أحفظ من عبد الملك ولموافقة روايته في عدد الركوع رواية عروة وعمرة عن عائشة ورواية كثير بن عباس وعطاء بن يسار عن ابن عباس ورواية أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو ثم رواية يحيى بن سليم وغيره.
وقد خولف عبد الملك في روايته عن عطاء فرواه ابن جريج وقتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير كما تقدم.
فرواية هشام عن أبي الزبير عن جابر التي لم يقع فيها الخلاف ويوافقها عدد كثير أولى من روايتي عطاء اللتين إنما يسند إحداهما بالتوهم والأخرى ينفرد بهما عبد الملك بن أبي سليمان الذي قد أخذ عليه الغلط في غير حديث والله أعلم.
وأما الحديث الذي:
1986 - أخبرنا أبو علي الروذباري قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى قال حدثنا سفيان قال حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في كسوف: فقرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع والأخرى مثلها.
فهذا حديث قد أخرجه مسلم في الصحيح من حديث يحيى القطان وأخرجه من حديث ابن علية عن سفيان وقال فيه: صلى ثماني ركعات وأربع سجدات.
وذلك مما ينفرد به حبيب بن أبي ثابت.
وحبيب وإن كان ثقة فكان يدلس ولم يبين سماعه فيه عن طاوس فيشبه أن يكون حمله عن غير موثوق به وقد خالفه في رفعه ومتنه سليمان الأحول. فرواه عن طاوس عن ابن عباس من فعله ثلاث ركعات في ركعة.
وقد خولف سليمان أيضا في عدد الركوع فرواه جماعة عن ابن عباس من فعله كما رواه عطاء بن يسار وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أعرض محمد بن إسماعيل البخاري عن هذه الروايات الثلاث فلم يخرج / شيئا منها في الصحيح لمخالفتهن ما هو أصح إسنادا وأكثر عددا وأوثق رجالا وقال في رواية أبي عيسى الترمذي عنه: أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف أربع
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»