معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٣ - الصفحة ٨٠
فوالله ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا في أصحابه. فانطلقنا فدفعنا إلى المسجد وهو بارز فوافقنا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا فقام كأطول ما قام في صلاة قط لا نسمع له حسا ثم ركع كأطول ما ركع في صلاة قط لا نسمع له حسا ثم رفع فسجد ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك فوافق فراغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة تجلي الشمس.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا أو قال على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
' أما بعد فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت عظماء من أهل الأرض وقد كذبوا وليس ذلك كذلك ولكنها آيات من آيات الله لينظر من يحدث له منهم توبة ألا وإني قد رأيت في مقامي هذا ما أنتم لاقون إلى يوم القيامة ولن تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا كلهم يكذب على الله ورسوله أحدهم الأعور الدجال ممسوح العين اليمنى كأنها عين ابن أبي تحيى لرجل بينه وبين حجرة عائشة فمن صدقه وآمن به لم ينفعه صالح من عمله سلف ومن كذبه لم يضره شيء من عمله سلف '.
قال أحمد:
/ هذه الأحاديث كلها ترجع إلى صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في خسوف الشمس يوم مات ابنه إبراهيم عليه السلام فقد روي في حديث كل واحد منهم ما يدل على ذلك.
وقد أثبت من سميناهم ركوعه في كل ركعة ركعتين والمثبت شاهد.
فالرجوع إلى روايتهم أولى.
وقد أجاب الشافعي عن هذه الأخبار بما فيه كفاية.
1982 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال حدثنا أبو العباس قال أخبرنا الربيع قال قال الشافعي:
فخالفنا بعض الناس في صلاة الكسوف فقال: نصلي في كسوف الشمس والقمر ركعتين كما يصلي الناس كل يوم ليس في كل ركعة ركعتين.
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»