قلت مع إمعانهم في كتابة الاخبار وكثرة طلبها على الاهمال والاغفال دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف يشتمل على ذكر أنواع علم الحديث مما يحتاج إليه طلبة الاخبار المواظبون على كتابة الآثار واعتمد في ذلك سلوك الاختصار دون الاطناب في الاكثار والله الموفق لما قصدته والمان في بيان ما أردته انه جواد كريم رؤوف رحيم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة قال سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال ناس من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الادمي بمكة يقول سمعت موسى بن هارون يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول وسئل عن معنى هذا الحديث فقال إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم قال أبو عبد الله وفي مثل هذا قيل من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحق فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر ان الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين واتبعوا اثار السلف من الماضين ودمغوا أهل البرع والمخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله أجمعين من قوم آثروا قطع المفاوز والقفاز على التنعم في الدمن والأوطار وتنعموا بالبؤس في الاسفار
(٢)