على إجازة طلب المرء العلو من الاسناد وترك الاقتصار على النزول فيه وإن كان سماعه عن الثقة إذ البدوي لما جاءه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما فرض الله عليهم لم يقنعه ذلك حتى رحل بنفسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه ما بلغه الرسول عنه ولو كان طلب العلو في الاسناد غير مستحب لأنكر عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم سؤاله إياه عما أخبره رسوله عنه ولا مره بالاقتصار على ما أخبره الرسول عنه ولقد حدثنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو حدثنا أبو الموجة محمد بن عمرو ثنا عبدان قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول الاسناد من الدين ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء قال أبو عبد الله فلولا الاسناد وطلب هذه الطائفة له وكثرة مواظبتهم على حفظه لدرس منار الاسلام ولتمكن أهل الالحاد والبدع فيه بوضع الأحاديث وقلب الأسانيد فان الاخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بترا كما حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو بكر بن أبي الأسود ثنا إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني ثنا بقية ثنا عتبة بن أبي حكيم انه كان عند إسحاق بن أبي فروة وعنده الزهري قال فجعل بن أبي فروة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الزهري قاتلك الله يا بن أبي فروة ما أجرأك على الله لا تسند حديثك تحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة
(٦)