قال أبو عبد الله فاما طلب العالي من الأسانيد فإنها مسنونة كما ذكرناه وقد رحل في طلب الاسناد العلي غير واحد من الصحابة فمن ذلك ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن موسى السني بمرو أخبرنا أبو الموجه ثنا عبدان أنا أبو حمزة وابن عيينة وابن المبارك قالوا ثنا صالح بن صالح قال سأل رجل من أهل خراسان عامرا فقال يا أبا عمرو كيف تقول في رجل كانت له وليدة فأعتقها فتزوجها فانا نقول عندنا هو كالركب بدنة فقال حدثنا أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له وليدة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله اجران وأيما عبد مملوك أدى حق الله وحق مواليه فله اجران أعطيتكها بغير أجر فلقد كان الراكب يركب فيما هو أدنى من هذا إلى المدينة قال أبو عبد الله فهذا الراكب إنما يركب في طلب عالي الاسناد ولو اقتصر على النازل لوجد بحضرته من يحدثه به ومنه ما حدثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان حدثنا بن جريح قال سمعت أبا سعيد الأعمى يحدث عن عطاء بن أبي رباح قال خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره وغير عقبة فلما قدم إلى منزل مسلمة بن مخلد الأنصاري وهو أمير مصر فأخبره فعجل عليه فخرج إليه فعانقه ثم قال له ما جاء بك يا أبا أيوب فقال حديث سمعته من
(٧)