إليه سعد بن معاذ فسل سيفه فقال يا رسول الله أنا أعذرك منه إن يك من الأوس أتيتك برأسه وإن يك من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه فقام سعد بن عبادة فقال كذبت والله ما تقدر على قتله إنما طلبتنا بدخول كانت بيننا وبينكم في الجاهلية فقال هذا يا للأوس وقال هذا يا للخزرج فاضطربوا بالنعال والحجارة وتلاطموا فقام أسيد بن حضير فقال فيم الكلام هذا رسول الله يأمرنا بأمره فسفد عن رغم أنف من رغم ونزل جبريل عليه السلام وهو على المنبر فصعد إليه أبو عبيدة بن الجراح فاحتضنه فلما سري عنه أومأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعا ثم تلا عليهم ما نزل به جبريل عليه السلام فنزل وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي بالسيف إلى آخر الآيات فصاح الناس رضينا يا رسول الله بما أنزل الله من القرآن فقام بعضهم إلى بعض فتلازموا وتصالحوا ونزل النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر وانتظر الوحي في عائشة وبعث إلى علي وأسامة وبريرة وكان إذا أراد أن يستشير امرأ لم يعد عليا وأسامة بعد موت أبيه زيد فقال لعلي ما تقول في عائشة فقد أهمني ما قال الناس فيها فقال له يا رسول الله قد قال الناس وقد حل لك طلاقها وقال لأسامة ما تقول أنت قال سبحان الله ما يحل لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم فقال لبريرة ما تقولين يا بريرة قالت والله يا رسول الله ما علمت على أهلك إلا خيرا إلا أنها امرأة نؤوم تنام حتى تجئ الداجن فتأكل عجينها وإن كان شئ من هذا تحاملوا الله فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى أتى منزل أبي بكر فدخل عليها فقال لها
(١٢٧)