زكريا الدورقي قال ثنا إسماعيل بن يحيى بن عبد الله التيمي عن بن أبي ذئب عن نافع عن بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه أثلاثا فمن أصابته القرعة أخرج بهن معه فكن يخرجن يسقين الماء ويداوين الجرحى فلما غزا بني المصطلق أقرع بينهن فأصابت القرعة عائشة وأم سلمة فأخرج بهما معه فلما كانوا في بعض الطريق مال رحل أم سلمة فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها وكانت عائشة تريد قضاء حاجة فلما أنزلوا إبلهم قالت عائشة فقلت في نفسي إلى ما يصلحوا رحل أم سلمة أقضي حاجتي قالت فنزلت من الهودج فأخذت ماء في السطل ولم يعلموا بنزولي فأتيت خربة وانقطعت قلادتي فاحتبست في رجعها ونظامها وبعث القوم إبلهم ومضوا وظنوا أني في الهودج لم أنزل قالت عائشة فرجعت ولم أر أحدا قالت فأتبعتهم حتى أعييت فقلت في نفسي أن القوم سيفقدوني ويرجعون في طلبي قالت فقمت على بعض الطريق فمر بي صفوان بن المعطل السلمي وكان رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله على الساقة فجعله فكان إذا رحل الناس أقام يصلي ثم اتبعهم فما سقط منهم من شئ حمله حتى يأتي به أصحابه قالت عائشة فلما مر بي ظن أني رجل فقال يا نومان قم فإن الناس قد مضوا قالت فقلت إني لست رجلا أنا عائشة فقال إن لله وإنا إليه راجعون ثم أناخ بعيره فعقل يديه ثم ولى عني فقال يا أمة قومي فاركبي فإذا ركبت فآذنيني قالت فركبت فجاء حتى حل العقال ثم بعث حمله فأخذ بخطام الجمل فقال بن عمر فما كلمها كلاما حتى أتى بها رسول الله فقال عبد الله بن أبي بن سلول المنافق فجر بها ورب الكعبة
(١٢٥)