فأكثرت ذلك رجالات قريش فحنت قسيها وفوقت سهامها واقتلوه غرضا فما فلوا له صفاة ولا قصفوا له قناة ومر على سيسائه حتى إذ ضرب الدين بحرابه وألقى بركة ورست أوتاده ودخل الناس فيه أفواجا ومن كل فرقة أرسالا وأشتاتا اختار الله لنبيه ما عنده فلما قبضه الله عز وجل ضرب الشيطان رواقه ونصب حبائله ومد طنبه وأجلب بخيله ورجله فاضطرب حبل الإسلام ومرج عهده وماج أهله وعاد مبرمه أنكاثا وبغي الغوائل وظنت الرجال أن قد أكثبت أطماعهم ولات حين التي يرجعون والصديق بين أظهرهم فقام حاسرا مشمرا فرفع حاشيته وجمع قطرته فرد نشر الإسلام على غرة ولم شعثه بطيه وأقام أوده بنفاثه فانذعر النفاق بوطأته وانتاش الدين بنعشه فلما أراح الحق على أهله وأقر الرؤوس على كواهلها وحقن الدماء في أهبها حضرت منيته فسد ثلمته بشقيقه في المرحمة ونظيره في السيرة والمعدلة ذاك بن الخطاب لله أم حملت به ودرت عليه لقد أوحدت به قبيح الكفرة وذيخها وشرد الشرك شذر مذر ونعج الأرض ونخها فقاءت أكلها ولفظت برأسه وتصدق عنها وتصدى له وتأباها ثم ورع فيها ثم تركها كما صحبها فأروني ما تقولون وأي يومي أبي تنقمون أيوم إقامته إذ عدل فيكم أو يوم ظعنه إذ نظر لكم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم * (حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها) * من أخبارها حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا الزبير بن بكار قال فولد عمر عبد الله بن عمر وأخته لأبيه وأمه حفصة بنت عمر زوج النبي
(١٨٥)