إلا وعليها حمى بنافض فطرح عليها الثياب فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهي مضطجعة فقال ما شأنها قالوا أخذتها حمى بنافض قال لعله في حديث حدثت فقعدت عائشة فقالت والله أداء حلفت لا تصدقوني ولئن اعتذرت لا تعذروني وإنما مثلي ومثلكم مثل يعقوب وبنيه والله المستعان على ما تصفون فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل عذرها فقالت بحمد الله لا بحمدك أو قالت بحمد الله لا بحمد أحد حدثنا سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل حدثني أبي عن أبيه عن جده عن سلمة بن كهيل عن الحسن العربي عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر سافر ببعض نسائه ويقسم بينهم فسافر بعائشة بنت أبي بكر وكان لها هودج وكان الهودج له رجال يحملونه ويضعونه فعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخرجت عائشة للحاجة فتباعدت فلم يعلم بها فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم والناس قد ارتحلوا وجاء الذين يحملون الهودج فحملوه ولا يعلمون إلا أنها فيه فساروا وأقبلت عائشة فوجدتهم قد ارتحلوا فجلست مكانها فاستيقظ رجل من الأنصار يقال له صفوان بن المعطل وكان لا يقرب النساء فتقرب منها وكان معه بعير له فلما رآها حملها وقد كان يراها قبل الحجاب وجعل يقود بها البعير حتى أتوا الناس والنبي صلى الله عليه وسلم ومعه عائشة وأكثروا القول فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فشق عليه حتى
(١٢٣)