وأعانه على ذلك حسان بن ثابت الأنصاري ومسطح بن أثاثة وحمنة وشاع ذلك في العسكر وبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وكان في قلب النبي صلى الله عليه وسلم مما قالوا حتى رجعوا إلى المدينة وأشاع عبد الله بن أبي بن سلول هذا الحديث في المدينة واشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة فدخلت ذات يوم أم مسطح فرأتني وأنا أريد المذهب فحملت معي السطل وفيه ماء فوقع السطل منها فقالت تعس مسطح قالت لها عائشة سبحان الله تتعسين رجلا من أهل بدر وهو ابنك قالت لها أم مسطح إنه سأل بك السيل وأنت لا تدرين وأخبرتها الخبر قالت فلما أخبرتني أخذتني الحمى وتقلص ما كان بي ولم أبعد المذهب قالت عائشة وقد كنت أرى من النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك جفوة ولم أدر من أي شئ هي فلما حدثتني أم مسطح فعلمت أن جفوة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لما أخبرتني أم مسطح قالت عائشة فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أتأذن لي أن أذهب إلى أهلي قال اذهبي فخرجت عائشة حتى أتت أباها أبا بكر قال لها أبو بكر مالك قالت أخرجني رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيته قال لها أبو بكر فأخرجك رسول الله صلى الله عليه وسلم فآويك أنا والله لا آويك حتى يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤويها فقال لها أبو بكر والله ما قيل لنا هذا في الجاهلية قط فكيف وقد أعزنا الله بالإسلام فبكت عائشة وأمها أم رومان وأبو بكر وعبد الرحمن وبكى معهم أهل الدار وبلغ ذاك النبي صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه فقال أيها الناس من يعذرني ممن يؤذيني فقام
(١٢٦)