ونزل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في جانبنا فقال بعضهم والله إنهم أرغبنا بطونا وأخشانا عند اللقاء وأضعفنا قلوبا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر فقال اذهب إلى هؤلاء الرهط فقل لهم ما نقستم فلئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب فقال لهم احترقتم أحرقكم الله ونزلت ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون قال وجاء رجل لم يكن منهم ولكنه كان يسمع فتعلق برجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله والله ما ماليتهم ولكني قد سمعت مقالتهم فسار النبي صلى الله عليه وسلم وجعل يتعلق بالرجل ويعتذر إليه ويسير معه حتى سأل من عقبيه الدم ورجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوته فأتاه هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة فأجلسنا في ناحية فقيل لكعب بن مالك إنه والله ما رضي عن صاحبيك فانظر بم تعتذر قلت أستعين على ما صنعت بالكذب وما أجد شيئا خيرا من الصدق فأتيته فقلت السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته قال وعليك ما خلفك يا كعب قلت والله ما تخلفت من ضعف ولا حاجة ولكن البلاء قال أجلس مع صاحبيك ثم قال لأصحابه لا تجالسوا هؤلاء النفر ولا تكلموهم ولا تبايعوهم فأرسل إلى نسائهم لا يقربونكم فأرسلت امرأة هلال بن أمية إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن هلال شيخ كبير فتأذن لها أن تعطيه الشئ من غير أن تكلمه فأذن لها فأرسلت امرأة كعب أن امرأة هلال بن أمية قد استأذنت أن تناوله الشئ فتستأذنه فيك فقلت بأي شئ تعتذرين تقولين إني شيخ كبير فوالله إني لشاب أسرانا إني سقيم فوالله إني لصحيح فأرسل إليها ألا تفعلي وكانت أم سلمة نعم الشفيع إذا كانت ليلتها قالت يا رسول الله هلال بن أمية تكلمه فينا حتى إذا كانت ذات ليلة قال أشعرت أن الله قد
(٨٦)