ثنا بن أبي ذئب ثنا مسلم بن جندب عن أسلم مولى عمر قال قدم معاوية وهو أبيض الناس وأجملهم حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبيد بن يعيش ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن أبيه قال رأيت معاوية بالأبطح أبيض الرأس واللحية كأنه ثلج حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا منهاب بن عباد العبدي ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن مجالد عن الشعبي قال خرج معاوية من الشام يريد مكة فنزل منزلا بين مكة والمدينة يقال له الأبواء فاطلع في بئر عادية فأصابته لقوة فأجد السير حتى قدم مكة فأتاه الحاجب فقال يا أمير المؤمنين الناس بالباب ما أفقد وجها قال فأبسط لي إذا قال ثم دعا بعمامة فلف بها رأسه وشق وجهه ثم خرج فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن أعافي فقد عوفي الصالحون قبلي إني لأرجو أن أكون منهم وإن ابتلى فقد ابتلى الصالحون قبلي وما آيس أن أكون منهم وإن كان مرض مني عضو فما أحصي صحيحي وإن كان وجد علي بعض خاصتكم فقد كنت حربا على عامتكم وما لي أن أتمنى على الله أكثر مما أعطاني فرحم الله رجلا دعا لي بالعافية فارتجت الأصوات بالدعاء فاستبكي فقال له مروان ما يبكيك يا أمير المؤمنين قال راجعت ما كنت عنه عزوفا كبرت سني ورق عظمي وكثر الدموع في عيني ورميت في أحسني وما يبدو مني ولولا هوى مني في يزيد أبصرت قصدي
(٣٠٦)