عن أبي غالب قال لما أتي برؤوس الأزارقة فنصبت على درج دمشق جاء أبو أمامة فلما رآهم دمعت عيناه ثم قال كلاب النار كلاب النار هؤلاء شر قتلى تحت أديم السماء وخير قتلى تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء قلت فما شأنك دمعت عيناك قال رحمة لهم إنهم كانوا من أهل الإسلام قال قلت أبرأيك قلت كلاب النار أم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني إذا لجرئ بل شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا ثنتين ولا ثلاث فعدد مرارا ثم تلا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه حتى بلغ فيها خالدون وتلا هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات حتى بلغ أولوا الألباب ثم أخذ بيدي فقال أما إنهم بأرضك كثير فأعاذك الله منهم حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ثنا أحمد بن يحيى بن حميد الطويل ح وحدثنا محمد بن علي الأحمر الناقد البصري ثنا طالوت بن عباد قالا ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو غالب قال كنت أمشي مع أبي أمامة وهو على حمار له حتى انتهينا إلى درج دمشق فإذا رؤوس منصوبة فقال ما هذه الروس فقيل رؤوس الخوارج جئ بها من العراق فقال كلاب النار كلاب النار ثلاثا شر قتلى قتلت تحت السماء ثلاثا يقولها خير قتلى من قتله هؤلاء ثلاثا يقولها طوبى لمن قتلهم وقتلوه ثلاثا يقولها ثم بكى فقلت ما يبكيك يا أبا أمامة قال رحمة لهم إنهم كانوا من أهل الإسلام فخرجوا من الإسلام ثم قرأ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب حتى فرغ من الآيات ثم قرأ ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات حتى بلغ ففي رحمة الله هم فيها خالدون فقلت يا أبا أمامة هؤلاء قال نعم قلت شيئا تقوله برأيك أم شيئا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني إذا لجرئ
(٢٦٧)